بعد شق الأنفس ليوافق مدير الشركة على إجازة لي ليوم كامل،
اتجهت راكضاً خارج أبواب الشركة لأصل لمحاضرتي الجامعية
في الوقت المناسب.
ازدحام و صراخ وناس وأولاد كل هذا في الشارع،
الحمد لله فأنا لم أنتظر سوى ربع ساعة لأتمكن من الاتفاق مع سائق تاكسي
ليرضى علي , ويوصلني إلى منطقة المزة حيث تقع كليتي (المحسود عليها).
المعضلة الكبرى بعد الوصول للكلية هي الوصول للمدرج
فكان علي أن أعاود دراسة الأدب كله لكي أصل .
فتمنيت لو أن لي جناحي طائر لأتمكن من قطع الشارع دون المرور داخل النفق،
أو أن يكون لي قوة هرقل لأقوم برفع الشارع وأمر من تحته.
الحمد لله فأنا لم أنتظر سوى ربع ساعة لأتمكن من العبور في نفق المشاة
المزدحم بالطلاب والمكتبات وبائعي البسطات لأصل إلى باب كليتي.
الحرس الجامعي أغلقوا نصف الأبواب
ليتمكنوا من فحص بطاقات الطلاب قبل الدخول.
أوقفني الحرس الجامعي على الباب طالباً بطاقتي الجامعية،
وأنا أهم بإخراج البطاقة قال لي:” وقف هون ، ولا تخلي حدا يدخل لأرجع”
وذهب إلى داخل غرفة الحرس لتغيير الأغنية التي كانت تصدح بصوت الفنان
"هــزّاع دنـدشــهـا"
وأخذ يتنقل بين الأغاني حتى صدح الفنان
رايح المنجعي
بأغنيته الشهيرة
يا مشــــرشـــحة
هــزي الـخـصــر
الـسـاعــة خمسة بعد العـصر
عاد إلي الحرس، والحمد لله فأنا لم أنتظر سوى ربع ساعة
وسمح لي بالدخول بعد أن تفقد بطاقتي الجامعية.
(ما أحزنني فعلاً هو أن الكلية مليئة ببائعي العلكة والجرابات
ورجال يجمعون علب الكولا، وأنا الطالب النظامي المستعجل أحتاج للتفتيش).
اتجهت هرولة نحو المدرج الثالث حيث تقع محاضرتي،
فوجدت أنهم يقومون بأعمال الدهان للمدرجات جميعاً
(لم يتذكروا ذلك خلال العطلة)
فسألت أحد الدهانين فقال لي أن المحاضرات انتقلت إلى الهنغار الثاني
(طبعاً هذا الهنغار للاستخدام البشري يختلف عن هنغار تربية الدواجن).
والحمد لله .. بأقل من ربع ساعة
وصلت إلى الهنغار وأردت الدخول لكنني فوجئت بأنه لا يوجد كرسي واحد للجلوس
علماً أن الهنغار يتسع لـ 600 طالب أو أكثر.
رأيت طالبين يحملان مقعد أحضراه من هنغار قريب ووضعاه أول مقعد
فطلبت منهم أن أجلس معهما وجلست.
بدأت المحاضرة وبدأ معها أصوات آلات الحفر القريبة من مكان الهنغار
فهم يقومون ببناء مبنى جديد، مع أنني كنت أجلس في المقعد الأول
إلا أنني لم أتمكن من سماع الدكتورة أثناء المحاضرة
مع أنها كانت تستخدم مايكروفون ونظام لتضخيم الصوت.
كانت أصوات الضجيج الخارجية غير معقولة، ولكن الدكتورة استمرت
وحاولت جهدها لإكمال المحاضرة.
وما زاد الطين بلة هو أن الدكتورة إمتنعت عن إكمال المحاضرة
بسبب انقطاع التيار الكهربائي، فخرجت من الهنغار
وجلست في مكان قريب أمتع نفسي بأغنية:
كلمة حلوة وكلمتين … حلوة يا بلدي