انتهت سهرتي مع اصدقائي في نهايات أيام البرد
وكانت آخر حبات المطر تنسكب من السماء
هادئاً في سيارتي بعد اعلان اللون الاخضر سماحه لنا بالمرور
التفتت في الشارع ووجدت امرأة تقف على الرصيف تمارس طقوس الحزن هناك وتنتظر الطريق .
بدا لي وكأنها تعانق الغيم وتشكيه حزنها و يبكي ...
يبادلها الحزن والشعور بالندم ... شعرت وكأنها ودّعت اطفالها وانطلقت لتأتي لهم بالخبز ليأكلوا .
وحيدة هي بعد وفاة زوجها في حادثٍ أليم ...
تركت منزلها في ليلة شتوية باردة ومشت تحت المطر ليختلط دمعها به ويسقط على الأرض ليسقي الأرض حزناً وبؤس ..
بدا لي أن تلك المراة قد فارقت الحياة ولكنها تذكرت اطفالها وعادت لأجلهم لأجل أن تطعمهم ...
يآسة وحزينة مثلي تماماً ماذا جرى لكِ سيدتي لماذا لا أرى في عيونك ووجنتيكِ الجمال لماذا لونك شاحب وعيناك تبكي حزناً كانك ودعتِ جنة الله .
استيقظت هنا من شرودي في تلك المرأة ونظرت لها مجدداً ...
وعادت افكاري تخنقني
حاولت الهروب من مجرد الفكرة ولكنني عدت لأسقط في هاوية الخيال ...
انتظرتني حتى عبرت بسيارتي الطريق ليتثنى لها العبور حدقّت بلهفة من المراية الوسطى لأرى ملامح أودعها ...
وجدتها تبتسم متفائلة بالحياة ...
وبدا لي بأن عبور الطريق كانت خطوة دفعتها للحياة .
الرياض - 11/04/2009
عدل سابقا من قبل OMAR في السبت أبريل 11, 2009 12:13 pm عدل 2 مرات