سلّمني جهازه الخليوي طالباً مني أن أؤلف له نغمة رنين
لإحدى أغنيات السيدة أم كلثوم، فقلت له أن الأغنية من مقام صبا
ولا يمكن تأليفها على هذا الجهاز لأن سلّم النغمات غربي الهيئة،
لكنني أستطيع مقاربتها لتبدو بها الروح الشرقية فتكون قريبة مما يريد.
تحدثت قليلاً عن الأبعاد وأنصاف الأبعاد وأرباعها مستخدماً في ذلك
كؤوساً زجاجية فيها كميات مختلفة من الماء، فأثار ذلك سؤالاً من قبله
عن قانون الأواني المستطرقة فشرحت له مبدأه ومجالات استخدامه
وكم كان هاماً في افتتاح قناة السويس وأسهبت بالكلام عن الفكرة
وعلاقتها بالقانون وعن تاريخ القناة والاتفاقات السياسية التي عقدت
من أجلها.
أخذنا الحديث في السياسة حتى وصلنا لملف إيران النووي،
فسألني عن ماهية القنبلة النووية، وأخذت أخبره عن الانشطار النووي
والقنبلة النووية وأنواع الانقسامات والاندماجات والتحولات
وقوانين الطاقة الهائلة التي تصدر عن الانفجار.
قال مقاطعاً: وما علاقة هذا بالأمراض والتشوهات في الكائن الحي؟
فشرحت له الخلية والجينات ونسخ الحمض النووي وكيف تتكون الخلايا
المشوهة نتيجة التأثر بالمواد المشعة.
أضاف بأسئلة متنوعة في الكمبيوتر والانترنت والجغرافيا والديانات
والنظريات الفكرية ولم ينس النقد المسرحي والتمثيل والكثير غيرها
وكلها لقيت مني إجابات واضحة.
بعد ساعتين صمت قليلاً ثم قال لي:
مبارح يا زلمة شفتلك شب ألماني من عمرنا بس فهمان،
يخرب بيته شو فهمان ،
لك اتخيّل ! بيفهم بالفيزياء والموسيقا سوا!
يا أخي والله نحن شو ما عملنا ما بنصير متلهم
ولك طز فينا … والله الأجانب شغلة